المهن التي لا يمكن استبدالها بالذكاء الإصطناعي
المهن التي لا يمكن استبدالها بالذكاء الإصطناعي على الرغم الدقة والإتقان اللذين تقدمهما الآلة و بالرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد جعل المنافسة بين الكادر البشري والآلي و الصراع على أشده بين البشر والآلات على الوظائف يبقى ثمة وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها مهما بلغ به التطور و التقدم ، فإذا كنت ترغب في اختيار مهنة مستقبلية آمنة من غزو التكنولوجيا، عليك قراءة هذا المقال عن وظائف لا يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي.
المهن التي لا يمكن استبدالها بالذكاء الإصطناعي
نستعرض و إياكم هنا بعض الوظائف التي لا يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي والآلات في حياة البشر المهنية،
-
البرمجة
الاستجابة الى القواعد المضبوطة هي آلية عمل الربوتات والذكاء الاصطناعية وفق ما بُرمجت عليه حيث لا تملك هذه الآلة أيَّة إرادة حرة للاختيار بينها أو التعديل عليها و من الجدير بالذكر أنَّ الذكاء الاصطناعي يستطيع القيام بمهمة البحث عن الأخطاء البرمجية البشرية وتصحيحها، فالروبوت هو عبارة عن وعاء كبير من المعلومات، وقاعدة بيانات كبيرة يملؤها موظف بشري، قادر على الشعور بالحزن والغضب والفرح والإرهاق، الأمر الذي لا تمتلكه ولن تمتلكه الآلة يوماً. إنَّ كل ما نراه من مواقف ذكية تقوم بها روبوتات الذكاء الاصطناعي هو مجرد تلقين؛ و نجد أن من الأسباب التي تعوق امتلاك الذكاء الاصطناعي القدرة على البرمجة هي انه يفتقر الإرادة الحرة، هذا الشيء الذي لا يمكن للبشر عن زرعه في أيَّة آلة.
-
الكتابة الإبداعية والترجمة
أنَّ الذكاء الاصطناعي قاصر عن مواكبة التحديثات المستمرة على اللغة، والتراكيب الجديدة التي تستخدم فيها كل يوم، سواء في عمليات الترجمة أو التأليف على الرَّغم من قدرة الإنسان على حشو ذواكر الآلات والتطبيقات بالكلمات، وعلى الرَّغم من قدرته على تدبير خوارزمية ما تساعد الآلة على تكوين جملة مفهومة، كما أنَّ الذكاء الاصطناعي يعجز عن ترتيب الكلمات بأسلوب إبداعي يعبِّر عن التخيلات والتصورات ، فهو يفتقر إلى الموهبة التي تجعل الكاتب المبدع يتفرَّد عن أقرانه، والأسلوب الذي يمنح كل كاتب أو مترجم يتميز عن غيره.
كما و تبدو محدودية قدرات الذكاء الاصطناعي واضحة في المترجمات، مثل مترجم غوغل، فهي تستطيع إعطاء مرادف لغوي لكلمة ما بلغة مختلفة، لكنَّ الأمر يزداد تعقيداً وركاكة في حالة المصطلحات والحوارات، والاختصارات التي يستخدمها العامة في أحاديثهم اليومية.
-
مجالسة الأطفال وكبار السن
إنَّ مهنة جليس الأطفال أو المسنين يعبران عن الاستجابة لاحتياجات الطفل أو المسن؛ إذ يقوم من يؤديهما بتلبية متطلبات الشخص الذي يجالسه، والتي تكون غير منتظمة وغير روتينية، الأمر الذي يصعِّب أداء مثل هذا النوع من المهام بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي فالأطفال وكبار السن يحتاجون إلى معاملة خاصة لا تتوقف عند تقديم الطعام لهم؛ بل تشمل تغيير الملابس وقت الحاجة، التنزه و الأحاديث، والاستجابة لطلباتهم.
-
الاختصاصيون النفسيون والاجتماعيون
أنَّ أداء مهمة إعادة التوازن وتقديم النصح والإرشاد أمر من المستحيل أن تقوم به الآلة المبرمجة بالذكاء الاصطناعي.على الرَّغم من وجود خطوط عريضة وتصنيفات عامة للاضطرابات النفسية والسلوكية.
حيث لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بالوظائف ذات الخصائص الفردية المعقدة، فكل حالة لها خصوصيتها في الأعراض والأسباب والنتائج؛ وذلك بسبب الاختلاف في الطبائع البشرية؛ إذ من المستحيل أن نجد أشخاصاً يتصفون بالطباع ذاتها بنسبة متطابقة متوازنين.
-
الفن والتصميم
يُعدُّ الفن واحداً من الفنون الإبداعية التي تعبِّر عن مكنونات النفس البشرية باستخدام الريشة واللون، الأمر الذي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام به لما فيه من فيض أحاسيس ومشاعر تنبثق مع كل مرور للريشة الممسوكة بيد بشرية.
ونشير إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي قادر على تنفيذ التصاميم إذا ما بُرمِج؛ لكنَّها بالتأكيد لن تكون إبداعية.و يُعدُّ التصميم من الوظائف التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها، لما فيه من تفكير خارج الصندوق تفتقر إليه الآلة،
-
الفلسفة والإرشاد الروحي
تتطلب الفلسفة التأمل في عمق الأشياء والأحداث والأقوال، لتستنبط الحكم والمواعظ التي تحسِّن حياة الآخرين. فمهنة الفيلسوف الواعظ والمرشد الروحي من المهن التي لا يمكن للآلة أن تستحوذ عليها، حيث يتطلب الإرشاد الروحي التغلغل في قلب الآخر من أجل التأثير في نواياه وإرشادها إلى مواطن الخير والصلاح، الأمر الذي يتطلب تفاعلاً نفسياً وعاطفياً وروحانياً بين المرشد والشخص الذي قصده طالباً التنوير والهداية، وهذا بالتأكيد ما لا تستطيع الآلة أن تقوم به، فحتى البشر أنفسهم ليسوا جميعاً مؤهلين للقيام به.
في الختام نقول , مهما بلغت التكنولوجيا والآلة والذكاء الاصطناعي من مراحل متقدمة، إلا أنَّها تبقى صنيعة الإنسان ويبقى هو القائد في رحلة التطوير والتقدم، ومهما بلغ الإنسان في عبقريته فإنَّه – حاشا لله – لن يتفوق على خالقه، وعليه فإنَّ الكائن البشري معجزة إلهية غير قادرة على استنساخ نفسها مهما جهدت في ذلك.
لقد قدَّمنا في هذا المقال المهام لإنسانية البحتة، والوظائف التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها.و مجموعة من الوظائف التي تحتاج إلى القدرات البشرية الممنوحة من الخالق.
Comments are closed.